وفي المسند من حديث ابن عباس رضي الله عنهما نحو ذلك أيضا.
وروى الإمام أحمد والبخاري وأهل السنن إلا النسائي عن خالد بن ذكوان قال: قالت الربيع بنت معوذ بن عفراء رضي الله عنها: جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - يدخل حين بُنِيَ عليَّ فجلس على فراشي كمجلسك مني فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف ويندبن مَن قُتل مِن آبائي يوم بدر إذ قالت إحداهن - وفينا نبي يعلم ما في غد - فقال:«دعي هذه وقولي بالذي تقولين» قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وزاد ابن ماجة في آخره «ما يعلم ما في غد إلا الله» وإسناده صحيح على شرط مسلم.
وروى الإمام أحمد والبخاري أيضا عن مسروق قال: قلت لعائشة رضي الله عنها يا أم المؤمنين هل رأى محمد - صلى الله عليه وسلم - ربه فقالت: لقد وقف شعري مما قلت أين أنت من ثلاث من حدثكهن فقد كذب؟ من حدثك أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - رأى ربه فقد كذب, ثم قرأت {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} ومن حدثك أنه يعلم ما في غد فقد كذب, ثم قرأت {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا} ومن حدثك أنه كتم فقد كذب, ثم قرأت {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} الآية ولكنه رأى جبريل عليه السلام في صورته مرتين.
ورواه مسلم ولفظه مسروق قال كنت متكئا عند عائشة رضي الله عنها فقالت يا أبا عائشة ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية - فذكر الحديث وفيه - قالت ومن زعم أنه يخبر بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية والله يقول:{قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}.