وفي هذه الأكذوبة التي افتراها «أيان روكسبرغ» التصريح بأنه قد تكهن بما زعمه من انفجار الشمس، والكهانة من أمور الجاهلية التي قد أبطلها الإسلام، والكهان هم الذين تنزل عليهم الشيطان كما قال تعالى:{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ} قال قتادة هم الكهنة، وقال ابن كثير على قوله تعالى {تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} أي: كذوب في قوله وهو الأفاك. أثيم: وهو الفاجر في أفعاله فهذا هو الذي تنزل عليه الشياطين من الكهان وما جرى مجراهم من الكذبة الفسقة. انتهى.
ومن أعظم المصائب التي أصيب بها كثير من المسلمين تلقيهم لأكاذيب أعداء الله تعالى وتخرصاتهم بالقبول ومقابلتها بالرضا والتسليم، ونشرها في كتبهم وجرائدهم وتمسكهم بها أعظم مما يتمسكون بنصوص الكتاب والسنة وزعمهم أن ذلك من تقدم العلم، وهذا من تلاعب الشيطان بهم فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وقد ورد التشديد في إتيان الكهان وتصديقهم وأن ذلك من الإيمان بالجبت والطاغوت، وقد ذكرت ذلك مستوفيًا في أول الكتاب فليراجع.
وأما زعمهم أن التكهن بانفجار الشمس من التقدم العلمي فهو من قلب الحقيقة، والصواب المطابق للحقيقة أن ذلك من تقدم الجهل وظهوره كما أخبر بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قوله:«من أشراط الساعة أن يقل العلم ويظهر الجهل» متفق عليه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
وأما قوله:"وعندما يقرب ذلك اليوم فإن الطريق الوحيدة لإنقاذ الأرض هي أبعادها بعيدا عن الشمس".