فجوابه أن يقال هذا من أسمج الهذيان والهوس ولا يتفوه بمثل هذا الهذيان عاقل أبدا.
ومن هو الذي يقدر على زحزحة الأرض من موضعها سوى الله تعالى، ولو اجتمع الأولون والآخرون من الجن والإنس لما قدروا على زحزحة أكمة من الآكام عن موضعها فضلا عن الجبل العظيم فكيف بالأرض.
وقد جاء في عدة أحاديث صحيحة أن الشمس تدنى يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل، وفي بعضها التصريح بأنها تدنى من الأرض فتصهر الناس، ويتضررون منها ولا يضر ذلك الأرض شيئا.
وكذلك قد جاء في الأحاديث والآثار التي تقدم ذكرها قريبا أن الشمس والقمر يكوَّران يوم القيامة في البحر، وتنتثر الكواكب فيه ولا يؤثر ذلك في الأرض ولا تتزحزح من موضعها فضلا عن أن تخر منه.
وأما تسميته الأرض كوكبا فهو خطأ وضلال. وقد استوفيت الرد على هذا القول الباطل في الصواعق الشديدة فليراجع هناك.
وأما قوله أن ما هذى به من الانفجار يكون بعد خمسة ملايين عام، فهو مردود بقول الله تعالى {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} وقوله تعالى {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ} وقوله تعالى {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا}.
وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من عدة أوجه أنه قال «بعثت أنا والساعة كهاتين» وضم السبابة والوسطى. وفي رواية «مثلي ومثل الساعة كمثل فرسي رهان» وفي رواية «بعثت أنا في نَفَس الساعة فسبقتها كما سبقتْ هذه هذه» لإصبعيه السبابة والوسطى.