وأما قوله: وكان المظنون أنها ثابتة في موضعها الذي تدور فيه حول نفسها.
فجوابه أن يقال: كل أقوال أهل الهيئة الجديدة وأتباعهم في الشمس وغيرها من الأجرام العلوية مبناها على التخرصات والظنون الكاذبة وقد قال الله تعالى: {وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}.
وأما قوله: ولكن عرف أخيرا أنها ليست مستقرة في مكانها إنما هي تجري، تجري فعلا في اتجاه واحد في الفضاء الكوني الهائل بسرعة حسبها الفلكيون باثني عشر ميلا في الثانية.
فجوابه أن يقال: من أين عرف جريان الشمس على الوجه الذي توهمه الفلكيون من فلاسفة الإفرنج بعقولهم الفاسدة، والوحي قد انقطع عن الأرض بموت النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يبق إلى وحي الشياطين إلى أوليائهم من فلاسفة الإفرنج وأتباعهم بالأكاذيب والتخرصات والظنون التي لا حاصل لها في نفس الأمر، فهذا الوحي الشيطاني الكاذب هو الذي يعتمد عليه أهل الهيئة الجديدة وأتباعهم في الأجرام العلوية.
والذي قرره قطب ههنا هو ما نقله الصواف في صفحة ٣٨ عن الفلكيين، أنهم قالوا إن النظام الشمسي ينهب الفضاء نهبا بسرعة لا تقل عن ٢٠ ألف ميل في الساعة أي أكثر من ٣٠٠ ميل في الدقيقة متجهة نحو برج هركيوليس.
وذكر الصواف أيضا في صفحة ٤٢ في الكلام على قول الله تعالى {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} الآية - أن المجموعة الشمسية وما حولها تتحرك في الفلك، وأن الشمس تجري إلى بعيد فيه وليس إلى قريب.