والكواكب السيارة وأقمارها تجري في الفضاء نحو برج النسر بسرعة غير معهودة لنا على الأرض.
وذكر الصواف أيضا في صفحة ١٠٣ أن الشمس تجري بسرعة هائلة تبلغ اثني عشر ميلا في ثانية نحو الجانب الخارجي لمجرته، وتقود كل ما يتبع النظام الشمسي.
قلت وقد تقدم رد هذه الأباطيل بما أغنى عن إعادته ههنا فليراجع.
وأما قوله والله يقول أنها تجري لمستقر لها، هذا المستقر الذي ستنتهي إليه لا يعلمه إلا هو ولا يعلم موعده سواه.
فجوابه أن يقال الظاهر أن مراد قطب بهذا المستقر برج هركيوليس الذي توهمه الفلكيون من فلاسفة الإفرنج بعقولهم الفاسدة؛ لأن كلامه من أوله إلى آخره في تقرير قولهم، ويدل على ذلك قوله في الشمس أنها تجري في اتجاه واحد في الفضاء، وهذا خلاف ما أخبر الله به عنها أنها تسبح في الفلك، والفلك مستدير بالإجماع، وفي هذا رد لما زعموه من كونها تجري في اتجاه واحد.
وأيضا فقد روى الإمام أحمد والشيخان عن أبي ذر رضي الله عنه قال سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قول الله تعالى {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} قال «مستقرها تحت العرش».
وروى الإمام أحمد والشيخان أيضا وأبو داود الطيالسي والترمذي عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر رضي الله عنه حين غربت الشمس «تدري أين تذهب؟ قلت الله ورسوله أعلم، قال: فإنها تذهب حتى