قاله المتأخرون من الفلاسفة أهل الفن الجديد المتشرعين - وانظروا إلى قوله المتشرعين - إن هذا الجرم العظيم - الشمس - مركز للسيارات) إلى آخر ما نقله الصواف من كلام الألوسي في أول صفحة ٦٧.
والجواب أن يقال أما كلام الألوسي فقد استوفيت الرد عليه في الصواعق الشديدة فليراجع هناك.
وأما قول الصواف: وانظروا إلى قوله المتشرعين.
فجوابه من وجوه أحدها أن يقال: وأي فائدة للقراء في النظر في كلمة الألوسي؟ وهل ظننت أيها الصواف أن الألوسي قد أورد نصًا من كتاب الله تعالى، أو مما صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى لا يجوز لأحد أن يعارض ذلك أو يعدل عنه؟ وهل ظننت أيها الصواف أيضا أن المتشرعين الذين أشار إليهم الألوسي هم السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان حتى تطلب من القراء أن ينظروا في كلمة الألوسي؟
الوجه الثاني أن يقال قد نظرنا في كتاب الألوسي الذي سماه (ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة) ونظرنا في قوله المتشرعين فوجدناه قد صرح في عدة مواضع من كتابه المشار إليه بأنهم من فلاسفة الإفرنج وليسوا من المسلمين.
فقال في صفحة ٢٣ إن المتأخرين ممن انتظم في سلك الفلاسفة كهرشل الحكيم وأتباعه أصحاب الرصد والزيج الجديد تخيلوا خلاف ما ذهب إليه الأولون في أمر الهيئة، وقالوا بأن الشمس مركز، والأرض وكذا النجوم دائرة حولها.
قلت: وهرشل من الإنجليز وقد ولد في سنة ١٧٣٨ ميلادية، ومات في