سنة ١٨٢٢ ميلادية، وقوله وقول أتباعه في الشمس أنها مركز وأن الأرض والنجوم دائرة حولها هو الذي ذكره الألوسي في صفحة ١١٨، وقد ذكرهم الألوسي أيضا في صفحة ٣٣ - ٤٦ - ٥٩ - ٩٥ - وأشار إليهم في مواضع كثيرة سوى هذه المواضع. وسمى منهم هرشل في صفحة ٢٣ - ٣٤ - ٤٥ وسمى منهم أيضا في صفحة ٣٣ - ٣٤ أو لبوس وهاردنق وبياظي، وقد ذكر محمد فريد وجدي في دائرة المعارف منهم كوبرنيك البولوني وتيخربراهي الدانماركي وكبلر وغاليليه ونيوتن الإنجليزي وهرشل الإنجليزي ومنهم أيضا داروين الإنجليزي، فهؤلاء الفلاسفة كلهم من الإفرنج وهم أهل الفن الجديد أي أهل الهيئة الجديدة وأقوالهم هي التي أودعها الألوسي في كتابه الذي سماه (ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة) وعلى هذا فوصف الألوسي لهم بالمتشرعين معناه المنتسبين إلى شريعة الإنجيل.
وقد نسخت الشرائع كلها بالشريعة المحمدية فلا يجوز لأحد بعد بعثة محمد - صلى الله عليه وسلم - أن يتمسك بشريعة غير شريعته ولا أن ينتسب إلى غيرها من الشرائع، ومن انتسب إلى غير الشريعة المحمدية فليس بمتشرع وأن قيل فيه ذلك، وعلى هذا فوصف الألوسي لأهل الهيئة الجديدة بأنهم متشرعون لا معنى له ولا حاصل تحته.
الوجه الثالث أن الظاهر من كلام الصواف أنه يرى أن الفلاسفة من المسلمين، وهذا غلط، فإنه ليس للإسلام فلاسفة، قال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية رحمه الله تعالى ليس الفلاسفة من المسلمين، ونقل عن بعض أعيان القضاة في زمانه أنه قيل له ابن سينا من فلاسفة الإسلام، فقال ليس للإسلام فلاسفة، وسيأتي الكلام في الفلاسفة وشدة ضررهم على الإسلام قريبا عند ذكر نصير الشرك الطوسي إن شاء الله تعالى.