والجواب أن يقال بل الله وحده لا شريك له هو الذي جعل الضياء في الشمس والنور في القمر قال تعالى {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} وقال تعالى مخبرا عن نوح عليه الصلاة والسلام أنه قال لقومه {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا} وقال تعالى {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا}.
فإن قيل أن نور القمر مستفاد من نور الشمس فما وجه الاعتراض على ابن باديس.
فالجواب أن يقال أن إسناد الأبصار إلى الشمس شرك بالله تعالى, لأن الله تعالى هو الذي جعل الضياء في الشمس وجعله يمتد منها إلى القمر وينعكس منه إلى الأرض. فهذا كله خلق الله وفعله. والواجب في مثل هذا أن يسند الفعل إلى الفاعل المختار لا إلى المخلوق المربوب المدبر. ومن أسند شيئا من أفعال الله تعالى إلى غيره فقد أشرك به.
فصل
وذكر الصواف في صفحة ٤ ما نقله الألوسي عن ابن قتيبة في ذكر منازل القمر الثماني والعشرين وعد منها السماك الرامح وليس هو من المنازل وأسقط سعود السعود وهو من المنازل.
وهذا غلط أما من الألوسي أو ممن قبله من النساخ ويبعد أن يكون ذلك عن ابن قتيبة. وقد نبهت على هذا الغلط في آخر الصواعق الشديدة.