فإن ابن الهيثم فيلسوف جاهل بالعلوم الشرعية النافعة التي هي العلم على الحقيقة وأهلها هم العلماء على الحقيقة. وهم الذين عناهم الله تعالى بقوله {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ} وقوله تعالى {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ} وقوله تعالى {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}.
والفلاسفة ليسوا من المسلمين فضلا عن أن يكونوا من العلماء. قال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية رحمه الله تعالى: ليس الفلاسفة من المسلمين. ونقل عن بعض أعيان القضاة في زمانه أنه قيل له ابن سينا من فلاسفة الإسلام فقال: ليس للإسلام فلاسفة.
وقد كان ابن الهيثم من أصحاب الحاكم العبيدي وقد ولاه الحاكم بعض الدواوين. وقد تقدم كلام العلماء في تكفير العبيديين وأنهم أكفر من المشركين المحاربين من الإفرنج وغيرهم وأعظم كفرا وردة من كفر أتباع مسيلمة الكذاب ونحوه من الكذابين. ومن تولى شيئا من أعمالهم فهو منهم. وقد قال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية رحمه الله تعالى في جواب له وقد سئل عن المعز بن تميم الذي بنى القاهرة. قال: ومما يبين هذا أن المتفلسفة الذين يعلم خروجهم من دين الإسلام كانوا من أتباع مفسر بن قابل أحد أمرائهم وأبى علي ابن الهيثم اللذين كانا في دولة الحاكم نازلين قريبا من الجامع الأزهر. وابن سينا وأبوه وأخوه كانوا من أتباعهم. انتهى. وفي كلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى كفاية في رد ما زعمه الصواف من إسلام ابن الهيثم والله أعلم.
فصل
ونقل الصواف في صفحة ٧٤ عن ابن باديس أنه قال في الشمس أنها هي التي أبصرت القمر.