وقد تواتر عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار».
وفي رواية للبخاري وغيره «من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار».
الوجه الثاني: أن ما ذكره ههنا عن الأرض والقمر ليس من الحقائق العلمية الخطيرة في شيء ولا يمت إليها بصلة وإنما هو من الخرافات الجهلية الحقيرة التي أوحتها الشياطين إلى أوليائهم من طواغيت الإفرنج وألقتها طواغيت الإفرنج إلى أتباعهم ومقلديهم من العصريين فتداولوها بينهم حتى وصلت إلى الصواف فنشرها مع ما جمعه من هذيان أهل الهيئة الجديدة وتخرصاتهم وظنونهم الكاذبة عن الأرض والشمس والقمر والنجوم ثم زعم أن ذلك من علوم المسلمين في الفلك وذلك كذب على المسلمين. فقد جمع ههنا بين الكذب على الله وعلى كتابه وعلى رسوله وعلى المسلمين. ثم زعم أن ذلك من الحقائق العلمية الخطيرة. وهذا من قلب الحقائق كما لا يخفى على من نور الله قلبه بنور العلم والإيمان.
الوجه الثالث: أن كلام الصواف ينقض بعضه بعضا فقد زعم أن حمو جرم القمر أولا وزواله بالبرودة ثانيا ما عرف إلا في هذا العهد الأخير. ثم زعم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أعلن هذه الخرافات منذ أربعة عشر قرنا. وهذا تناقض لا يصدر من رجل يعلم ما يقول.
الوجه الرابع: أن يقال من أعظم الإزراء بالصحابة رضوان الله عليهم أجمعين أن يقال إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعلن بينهم شيئا من الحقائق العلمية الخطيرة فلم يعرفوها وعرفها أفراد غيرهم من أعداء الله من الفلكيين وعرفها أيضا أهل هذا العهد الأخير من أهل الهيئة الجديدة وأتباعهم من العصريين الذين