للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فجوابه أن يقال إن الحقائق العجيبة فيما يتعلق بالمغيبات إنما تؤخذ من نصوص الكتاب والسنة لا من غيرهما. قال الله تعالى {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} وقال تعالى مخبرا عن رسوله - صلى الله عليه وسلم - {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}.

ومن ادعى شيئًا من علم الغيب مما ليس في كتاب الله تعالى ولا في سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - فهو طاغوت ومن صدقه فهو ممن آمن بالطاغوت شاء أم أبى.

وليس شيء مما ذكر في هذا الفصل منصوصا عليه في القرآن ولا في الأحاديث الصحيحة حتى يكون من الحقائق العجيبة المذهلة, وإذا لم يكن ذلك في القرآن ولا في الأحاديث الصحيحة فهو من الظن ونسج الخيال ولا بد.

وأما قوله أن الخيال مثلا لا يمكن أن يتصور أن مرصد كاليفورنيا التقط أخيرا صورة عمرها ستة آلاف مليون سنة, أن علماء الفلك أعلنوا حديثا أن هذه الصورة العجيبة أرسلت من إحدى النجوم واستمرت رحلتها ستة آلاف مليون سنة لتصل إلى الأرض.

فجوابه من وجوه إحداها أن يقال وهل ظننت أيها الصواف أن مرصد كاليفورنيا ينزل عليه الوحي من السماء حتى تزعم أن ما يلتقط فيه فهو من الحقائق العجيبة.

إن المراصد كلها أضعف وأعجز من أن يتوصل بها إلى اكتشاف ما في السماء الدنيا وهي مسيرة خمسمائة عام وهي عن اكتشاف ما فوق السماء أضعف وأعجز، فضلا عن التوصل بها إلى اكتشاف ما يهذو به أعداء الله من المسافات

<<  <   >  >>