للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في ظلمات البر والبحر, وفيها أيضا الرد على من تأول في النجوم خلاف ما أخبر الله به ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.

وقد قال قتادة رحمه الله تعالى خلق الله هذه النجوم لثلاث جعلها زينة للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها فمن تأول فيها بغير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به. ذكره البخاري في صحيحه تعليقا مجزوما به ووصله عبد بن حميد وابن أبي حاتم وغيرهما.

وأما قوله فالشمس من تلك الشموس تشرف على سياراتها وعلى أراضيها ثم هي من جهة تجعل زينة في سماء كل شمس وكل أرض وكل سيارة.

فجوابه أن يقال مراده بالشموس الكواكب الثوابت التي زعم أنها عدت بمئات الملايين. وزعم الصواف في صفحة ٨٧ أنه يوجد عشرة آلاف مليون نجمة نؤلف حولها أسرا كأسرة الشمس أي: تدور حولها الكواكب. وإذا كان لكل شمس من هذه الشموس المزعومة سماء وأرضون ونجوم سيارات كما تخيلوه بعقولهم الفاسدة فإن السموات تكون عشرة آلاف مليون سماء وتكون الأرضون كذلك أو أكثر وتكون النجوم السيارات أكثر من ذلك بأضعاف مضاعفة.

وهذا هو هذيان المجانين بعينه وهو مردود بنصوص القرآن والسنة وإجماع أهل السنة والحديث على أن السموات سبع فقط وأن الأرضين سبع فقط.

أما نصوص القرآن فقول الله تعالى مخبرا عن نوح عليه السلام أنه قال لقومه {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا} وقول تعالى {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ *

<<  <   >  >>