كتابه (الفرق بين الفرق) عن أهل السنة أنهم أجمعوا على أن السموات سبع طباق خلاف قول من زعم من الفلاسفة والمنجمين أنها تسع.
وذكر شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية رحمه الله عن أبي بكر الأنباري أنه ذكر إجماع أهل الحديث والسنة على أن الأراضين سبع بعضهن فوق بعض. وفي هذا رد على من زعم أن السموات أكثر من سبع وأن الأراضين أكثر من سبع.
وأما قوله وكما أن الكواكب مرصعة في سمائنا, فإن شمسنا مرصعة في ملايين الآفاق المحيطة بالكرات.
فجوابه أن يقال لم يأت في القرآن ولا في السنة ما يدل على أن الكواكب مرصعة في السماء كالمسامير في الباب بل فيهما ما يدل على أنها تجري كما تجري الشمس والقمر قال الله تعالى {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} وقال تعالى {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}.
قال ابن كثير في الكلام على الآية الأولى ينبه تعالى عباده على آياته العظام ومننه الجسام في تسخيره الليل والنهار يتعاقبان والشمس والقمر يدوران والنجوم الثوابت والسيارات في أرجاء السموات نورا وضياء ليهتدى بها في الظلمات وكل منها يسير في فلكه الذي جعله الله تعالى فيه يسير بحركة مقدرة لا يزيد عليها ولا ينقص عنها. والجميع تحت قهره وسلطانه وتسخيره وتقديره وتسهيله. انتهى.