للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن لها صانعا قادرا واحدا فيستحيل أن يكون له شريك. انتهى.

وقال تعالى {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}.

والآيات في الحث على التفكر والاعتبار بالآيات الكونية كثيرة جدا, وليس في شيء منها ما يدل على البحث عن المغيبات كما توهمه الصواف. بل ذلك مما نهى الله عنه في قوله {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}.

وأما كلام الصواف على الآية من سورة الواقعة فهو من تحريف الكلم عن مواضعه. والله تبارك وتعالى إنما أقسم بمواقع النجوم لينبه عباده على عظمة القرآن لا ليهيجهم ويشوقهم ويدعوهم إلى الاطلاع على العوالم الجبارة كما زعمه الصواف. ومن أين لبني آدم الوصول إلى السماء والاطلاع على ما فيها لو كان الصواف يعقل.

وأما زعمه أن بعض النجوم قد تفوق الأرض سعة وحجما فهو قول لا دليل عليه من كتاب ولا سنة ولا معقول صحيح وإنما هو من التخرص واتباع الظن. وقد تقدم التنبيه على بطلانه في أول الكتاب عند كلام الزهاوي في تصغير الأرض وتحقيرها فليراجع هناك.

فصل

وقال الصواف في صفحة ٩٨ - ٩٩ ما نصه:

<<  <   >  >>