فهو من الكذب على الله تعالى. وقد قال الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} وقال تعالى {وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.
وليس في القرآن ما يدل على أن في الكواكب عوالم فضلا عن أن يكون فيه الحث على البحث عنها وعما فيها.
والبحث إنما يكون عن الأشياء الخفية. والله تبارك وتعالى لم يأمر الناس بالبحث عن الأشياء الخفية والرجم عنها بالغيب. وإنما أمرهم بالنظر والتفكر فيما يشاهدونه من آياته الظاهرة التي يراها كل بصير ويعرفها كل عاقل فقال تعالى {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ}.
قال البغوي: أي: قل للمشركين الذين يسألونك الآيات انظروا ماذا في السموات والأرض من الآيات والدلائل والعبر ففي السموات الشمس والقمر والنجوم وغيرها, وفي الأرض الجبال والبحار والأنهار والأشجار وغيرها. انتهى.
قال القرطبي وهم يعني الكفار {عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ} بين أن المشركين غفلوا عن النظر في السموات وآياتها من ليلها ونهارها وشمسها وقمرها وأفلاكها ورياحها وسحابها وما فيها من قدرة الله تعالى إذ لو نظروا واعتبروا لعلموا