وقدرة أي: لقادرون من الوسع وهو الطاقة. وقال الحسن: أوسع الرزق بالمطر والماء. انتهى.
فهذه أقوال السلف في تفسير الآية وهم أعلم بكتاب الله من جهلة العصريين الذين يتأولون القرآن على غير تأويله ويحملونه على ما يوافق آراء الإفرنج وتخرصاتهم وظنونهم الكاذبة.
الوجه الثالث: أن الله تعالى أخبر في عدة آيات من القرآن أنه خلق السموات والأرض في ستة أيام وفيها أوضح دليل على أن الله تعالى أتم خلق السموات وفرغ منهن في تلك الأيام الستة, وفي ذلك رد على من زعم أن السموات لا تزال تتسع.
وبزيد ذلك إيضاحا قول الله تعالى في سورة حم السجدة {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ}.
قال الإمام أبو جعفر ابن جرير رحمه الله تعالى في تفسيره: يقول تعالى ذكره ففرغ من خلقهن سبع سموات في يومين وذلك يوم الخميس ويوم الجمعة. ثم روى بإسناده عن السدي قال استوى إلى الماء وهي دخان من تنفس الماء حين تنفس فجعلها سماء واحدة ثم فتقها فجعلها سبع سموات في يومين في الخميس والجمعة, وإنما سمي يوم الجمعة؛ لأنه جمع فيه خلق السموات والأرض.
قال ابن جرير وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ثم ذكر في ذلك آثارا كثيرة فمن أراد الوقوف عليها, فليراجعها في تفسيره.
وقال البغوي في قوله تعالى {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} أي: أتمهن, وفرغ من خلقهن.