وقال القرطبي في تفسيره. قوله تعالى:{فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} أي: أكملهن وفرغ منهن. وقيل أحكمهن.
قلت: ولا منافاة بين القولين؛ فإنه تعالى أحكمهن وفرغ منهن.
ومن زعم أن السموات لا تزال تتسع, فقد زعم أن خلق السموات لم يكمل إلى الآن وذلك تكذيب لما أخبر الله به في هذه الآية الكريمة وفي غيرها من الآيات التي أشرت إليها آنفا.
الوجه الرابع: أنه قد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من عدة أوجه أنه قال:«بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة سنة» وزاد في بعض الروايات «ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة» وقد ذكرت هذه الأحاديث في أول الصواعق الشديدة مع الأدلة على ثبات الأرض, فلتراجع هناك.
وتحديد المسافة التي بين السماء والأرض, ومن كل سماء إلى سماء بخمسمائة وتحديد كثف كل سماء بمثل ذلك أيضا يدل على أن السموات لا تزال على ما كانت عليه منذ خلقها الله تعالى إلى أن تقوم الساعة, وأن ما بين كل سماء إلى سماء وما بين السماء والأرض لا يزال على ما كان عليه منذ خلقه الله إلى أن تقوم الساعة, ولو كانت السموات تتسع كما زعمه فلاسفة الإفرنج وأتباعهم من العصريين لكانت المسافة التي بين السماء والأرض ومن كل سماء إلى سماء تتغير على ممر الأزمان وكان كثف كل سماء يزيد إلى يوم القيامة. وهذا ظاهر على ممر الأزمان لمعارضته لمدلول الأحاديث التي ذكرنا والله أعلم.
الوجه الخامس: أن القول في القرآن بمجرد الرأي حرام شديد التحريم. وقد ورد الوعيد الشديد على ذلك, كما في الحديث الذي رواه الإمام أحمد