وقد كان أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما, وهما من أعلم هذه الأمة بكتاب الله تعالى يهابان القول في القرآن بغير علم. كما روي شعبة عن سليمان وهو الأعمش عن عبد الله بن مرة عن أبي معمر قال: قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: (أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم).
ووري أبو عبيد القاسم بن سلام عن إبراهيم التيمي أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه سئل عن قول الله تعالى:{وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} فقال: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا أنا قلت في كتاب الله ما لا اعلم).
وروي أبو عبيد أيضا ومحمد بن سعد وابن جرير بأسانيد صحيحة عن أنس رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ على المنبر:{وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} فقال: هذه الفاكهة قد عرفناها, فما الأب ثم رجع إلى نفسه فقال: إن هذا لهو التكلف يا عمر. وزاد ابن سعد في روايته: فما عليك أن لا تدريه.
وإذا علم هذا فقد روي الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:«اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر» قال الترمذي: هذا حديث حسن, وصححه ابن حبان والحاكم والذهبي وللترمذي أيضا من حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه.
ومن أخطائه أيضا قوله: وأن الله تعالى لم يجعل إيماننا وعقيدتنا مربوطا بعلم عصر من العصور بحيث إذا تغير هذا العلم وتبدل اضطر الإنسان إلى أمرين إما أن يؤمن بالله تعالى وينكر صحة العلم. أو يكفر بالله تعالى ويؤمن بصحة العلم.
والجواب أن يقال: هذه إحدى الكبر من المودودي حيث قرر ما يهذو