الوعيد الشديد على ذلك كما في الحديث الذي رواه الإمام أحمد والترمذي وابن جرير والبغوي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:«من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار» هذا لفظ ابن جرير وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وروى الترمذي أيضا أبو داود وابن جرير والبغوي عن جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ» قال الترمذي: هذا حديث غريب. قال: وهكذا روي عن بعض أهل العلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيرهم أنهم شددوا في هذا في أن يفسر القرآن بغير علم. وأما الذي روي عن مجاهد وقتادة وغيرهما من أهل العلم أنهم فسروا القرآن فليس الظن بهم أنهم قالوا في القرآن أو فسروه بغير علم أو من قبل أنفسهم. وقد روي عنهم ما يدل على ما قلنا أنهم لم يقولوا من قبل أنفسهم.
ثم روى بإسناده عن قتادة أنه قال: ما في القرآن آية ألا وقد سمعت فيها شيئا. وروي أيضا بإسناده عن مجاهد أنه قال: لو كنت قرأت قراءة ابن مسعود لم احتج أن أسأل ابن عباس عن كثير من القرآن مما سألت. انتهى كلام الترمذي.
وقال البغوي: قال شيخنا الإمام: قد جاء الوعيد في حق من قال في القرآن براية وذلك فيمن قال من قبل نفسه شيئاً من غير علم. قال: وأما التفسير وهو الكلام في أسباب نزول الآية وشأنها وقصتها, فلا يجوز إلا بالسماع بعد ثبوته من طريق النقل. انتهى.
وقد تقدم قول شيخ الإسلام أبي العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى من فسر القرآن والحديث وتأوله على غير التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين, فهو مفتر على الله ملحد في آيات الله محرف للكلم عن مواضعه. انتهى.