دفاعا عن الإسلام, وإنما هو دفاع عن ضلالات فيثاغورس وأتباعه من فلاسفة الإفرنج المتأخرين ومن يقلدهم ويحذو حذوهم من جهال المسلمين. ولكن الطنطاوي قد التبست عليه الحقائق, فصار يرى الباطل في صورة الحق, ويرى أن الدفاع عن ضلالات أعداء الإسلام دفاع عن الإسلام. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وهذا من مصداق ما رواه رزين وغيره عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا» قالوا: وإن ذلك لكائن قال: «نعم».
وأما ما ذكره عن أعداء الإسلام أنهم اتخذوا من مقال الشيخ ابن باز طعنا على الإسلام وأهله.
فقد تقدم الجواب عنه في أول الرد على الطنطاوي.
وأما قوله: ليروا أن في علماء المسلمين من لا ينكر الأمور الحسية والمسلمات البديهية.
فجوابه أن يقال: ليس فيما ذكره الصواف في رسالته من الأمور الحسية والمسلمات البديهية شيء سوى القول بكروية الأرض واستدارة الأفلاك. وأما ما سوى ذلك فكلها تخرصات وظنون كاذبة لا يقبلها إلا من هو من أجهل الناس. وعلى هذا فالمطابق للحقيقة أن يقال ليرى أعداء الله أن في المسلمين من يسعى سعيا حثيثا خلف نعيقهم ويسارع إلى تحصيل رضاهم بقبول تخرصاتهم وظنونهم الكاذبة وتأييدها والذب عنها والمجادلة بها؛ لادحاض الحق.