والظاهر أن هذه النظرية هي نظرية "لابلاس" التي ذكرها الصواف وإنما اختلف تعبيرهم عنها، وقد ذكرتها في الصواعق الشديدة في المثال الخامس عشر من الأمثلة على بطلان الهيئة الجديدة، وتعقبتها بالرد فليراجع هناك.
وأما قوله: وجاء العلم الحديث يشير إلى ما أشارت إليه الآية البليغة.
فجوابه أن يقال ليست تخرصات الفلكيين وظنونهم الكاذبة بعلم كما توهمه الصواف وأشباهه من العصريين وإنما هي تحكم على الغيب، وذلك هو الجهل على الحقيقة.
وأما زعمه أن الآية من سورة الأنبياء أشارت إلى ما جاء في نظرية "لابلاس".
فجوابه أن يقال ليس في الآية الكريمة ما يشير إلى أن الأرض والشمس ومختلف الكواكب والأجرام كانت سديمًا في الفضاء، وأن الأرض انفصلت عن هذا السديم.
وإنما الذي في الآية أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقهما الله، وقد اختلف المفسرون في المراد بذلك، قال ابن الجوزي: "وللمفسرين في المراد به ثلاثة أقوال: أحدها أن السموات كانت رتقا لا تمطر وكانت الأرض رتقا لا تنبت ففتق هذه بالمطر وهذه بالنبات، رواه عبد الله بن دينار عن ابن عباس رضي الله عنهما وبه قال عطاء وعكرمة ومجاهد في رواية والضحاك في آخرين.
قلت وهذا مروي عن ابن عمر رضي الله عنهما، رواه ابن أبي حاتم بإسناد حسن عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا أتاه يسأله عن {السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} قال: اذهب إلى ذلك الشيخ فاسأله