للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوجه الثامن: من قرمطة الصواف زعمه أن الآية من سورة {يس} تقول أن المجموعة الشمسية وما حولها تتحرك في الفلك، وأن الشمس تجري إلى بعيد فيه، وليس إلى قريب، إذ لا ينبغي لها أن تلحق القمر بالنزول إلى فلكه.

وهذا من الإلحاد في آيات الله وتحريف الكلم عن مواضعه.

وأين في الآية من سورة {يس} أو غيرها من آيات القرآن ذكر المجموعة الشمسية وما حولها.

وأين في الآية أن الشمس تجري في الفلك إلى بعيد فيه وليس إلى قريب.

وأين في الآية أن الشمس لا ينبغي له أن تلحق القمر بالنزول إلى فلكه.

وقد تقدم قريبا حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيان المراد من قول الله تعالى {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} والعمدة عليه لا على ما خالفه. وليس فيه ما يشير إلى أن هناك مجموعة شمسية، ولم يرو ذلك عن أحد من الصحابة ولا التابعين ولا تابعيهم بإحسان ولا أئمة العلم والهدى من بعدهم، وإنما قال ذلك أهل الهيئة الجديدة من فلاسفة الإفرنج معتمدين على أرصادهم وتخرصاتهم وظنونهم الكاذبة، وتلقى ذلك أتباعهم من العصريين بالقبول والتسليم، وقد قال الله تعالى {وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} وقال تعالى {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} وقال تعالى {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ}.

وأما قوله تعالى {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ} فمعناه كما قال مجاهد: "لكل منهما حد لا يعدوه ولا يقصر دونه، إذا جاء سلطان هذا ذهب

<<  <   >  >>