شأنها ينبغي ألا يفضي - في الحال أو المآل - إلى الاستخفاف بالمعاصي والتحقير من شأنها، كما ينبغي أيضًا ألا يفضي التنبيه على خطورة المعاصي والمبالغة في تعظيم شأنها - في الحال أو المآل - إلى الاستخفاف بالبدع والتحقير من شأنها.
المسألة السابعة: العلاقة بين البدعة والمصلحة المرسلة (١)
أ - وجوه اجتماع البدعة والمصلحة المرسلة:
١ - أن كلا من البدعة والمصلحة المرسلة مما لم يعهد وقوعه في عصر النبوة، ولا سيما المصالح المرسلة، وهو الغالب في البدع إلا أنه ربما وجدت بعض البدع - وهذا قليل - في عصره - صلى الله عليه وسلم -؛ كما ورد ذلك في قصة النفر الثلاثة الذين جاءوا يسألون عن عبادة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
٢ - أن كلا من البدعة - في الغالب - والمصلحة المرسلة خال عن الدليل الخاص المعين، إذ الأدلة العامة المطلقة هي غاية ما يمكن الاستدلال به فيهما.
ب - وجوه الافتراق بين البدعة والمصلحة المرسلة:
١ - تنفرد البدعة في أنها لا تكون إلا في الأمور التعبدية، وما يلتحق
(١) انظر الاعتصام (٢/ ١٢٩ - ١٣٥)، والإبداع للشيخ علي محفوظ (٨٣ - ٩٢).