أما الفصاحة: فهي وصفُ الكلمة، وهي خُلوصُهَا مما يُكَدِّرُها ويثقلها في السَّمْع ويبعدها عن سلامة الذَّوْقِ العربي، وقد تكَفَّل ببيانها أئمة علم المعاني.
وأما الصَّرَاحة: فهي دلالة اللفظ على كمال المعنى المراد، بأن يتعيَّن المرادُ منه. قال الجاحظ في كتاب البيان:"حسن البيان هو الإبانة عما في النَّفْس بكلامٍ بليغٍ بعيدٍ عن اللَّبْس". ويحصل ذلك بأمور كثيرة:
منها: توخِّي الألفاظ الموضوعة للمقيَّدات، نحو:(الخِوَان) للمائدة قبل أن يوضَع عليها الطعام، و (الرَّسْف) لمشي الرَّجُل المُقَيَّد، و (القاني) لشديد الحُمْرَة، و (الصَّبَاحَةُ) للوجه، و (الوضَاءَةُ) للبَشَرة، و (اللَّبَاقَة) للشَّمَائل، و (الرَّشَاقَة) للقَدِّ، و (الظَّرْف) في النطق، ونحو ذلك، ولذا تجب معرفة المترادفات؛ لأنها لا تخلو عن تقييد أو إطلاق.
ومنها: تجنُّب استعمال المشترَك بدون قرينة، مثل كلمة (مُسَرَّج) في قول رؤبة بن العَجَّاج: