ظهورِ دعوةِ النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الله بالقرآن بأن يقولوا: هو شِعْرٌ، أو كَهانةٌ، أو سِحْرٌ. فقال لهم:"والله ما هو بِزَمْزَمَةِ الكاهن، ولقد عرفت الشِّعْرَ ورَجَزَهُ وقَصِيدَهُ فما هو بشيءٍ من ذلك، وما هو بكلامِ بَشَرٍ". فَفَرَّقَ بين القرآن وبين غيره باختلاف الأسلوب.
ومن الغَلَط أن يَقتصِرَ متعلِّم الإنشاء على أسلوبٍ واحدٍ يعكُف عليه، مثل أن يَقتصِر على أسلوب (مقامات الحريري)، أو (رسائل ابن الخطيب) أو غيرهما، فلا يَرتَسِمُ في ذِهْنِه إلا ذلك، حتى إذا أراد أن ينشئ لم يستطع أن يعدو ذلك الأسلوب، مع أنه لا يحسن في جميع مواقع الإنشاء، كما أنه لا يحسن أن يَقتصِر على نوعٍ من أنواع الإنشاء الأدبي، كالرسائل فقط، فإنَّ للإنشاء أنواعًا كثيرة:
فمن أنواعه: المُرَاسَلَة، والخطابة، والمُحَادَثة، والتَّصْنِيف،