والمقامات، والوَصْف. وكلُّها فنونٌ كثيرة، ويجيء الإنشاء فيها نظمًا ونثرًا، ولكلٍّ منها لهجةٌ وأسلوبٌ يُخَالِفُ ما لغيرِه، فلا بد من ممارسة طرق البلغاء في هاتِه الأنواع وفنونِها ليحصل للمُمَارِس ذَوْقٌ ومَلَكةٌ يستطيع به أن يَعرِف ما يجب في كلِّ مَقَامٍ من هاتِه المقامات، بحسب العُصُور والعَوَائد، فليس ما يحسن للشاعر أو الخطيب يحسن للمؤرِّخ، فلو أنَّ أبا نصرٍ العُتْبِيِّ وَهَب محاسن إنشائه لغير كتابِ (التاريخ اليميني) لَمَا قَصُرت شهرتُه عن شهرة الحريري، ولكنه غلط في الوَضْع. قال بشر بن المعتمر: "ينبغي للمتكلِّم أن يعرفَ أقدارَ المعاني، ويُوازنَ بينها وبين أقدار المستمعين وبين أقدار الحالات، فيجعلَ لكلِّ