الذاتية لله مع الخلق تليق بعظمة الرب وجلاله، وهذا من قلب الحقيقة؛ لأنَّ المعية الذاتية للرب مع خلقه تستلزم مُخالطتهم والحلول معهم في أمكنتهم، وذلك يُنافي عظمة الرب وجلاله وعلوه على جميع خلقه، وفيه من الباطل أيضًا جمعه بين إثباتِ علو الله على خلقه واستوائه على عرشه، وبين المعية الذاتية للخلق، وهذا من الجمع بين النقيضين، وفيه من الباطل أيضًا زعمه أنَّ علوَّ الرب على خلقه واستواءه على عرشه لا ينافي المعية الذاتية للخلق، وهذا من قلب الحقيقة، ولأن علو الرب واستواءه على العرش الذي هو فوق جميع الخلق ينافي المعية الذاتية التي تستلزم مخالطة الخلق والحلول معهم في أمكنتهم، وفيه من الباطل أيضًا تقريره؛ لقوله الباطل في المعية الذاتية، واعتقاده له وانشراح صدره له، فكل هذا باطل وضلال.
والله المسؤول أنْ يردَّ صاحبَ المقال الباطل إلى الحق، وألا يَجعله من دعاة الضلالة؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا مُحمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.