للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن جني: وقد تزاد كان مؤكدة للكلام, فلا تحتاج إلى خبر منصوب تقول: مررت برجل كان قائم, أي مررت برجل قائم, وكان زائدة / لا اسم ١٢/ألها ولا خبر تقولك زيد كان قائم. قال الشاعر:

سراة بنى أبي بكر تسامى ... على كان المسومة العراب

أراد على المسومة العراب, وألغى كان. وأخبار كان وأخواتها كأخبار المبتدأ من المفرد والجملة والظرف, تقول في المفرد: كان زيد قائمًا, وفي الجملة: كان زيد وجهة حسن. وفي الظرف: كان زيد في الدار.

ــ

قال ابن الخباز: ولكان موضع آخر تكون فيه زائدة, ولزيادتها شرطان: أحدهما: أن تكون ماضية فلا تزاد مضارعة. والثاني: أن تكون متوسطة أو متأخرة, فلا تزاد متقدمة تقول: زيد كان قائم, وزيد قائم كان, ومررت برجل كان قائم, ومررت برجل قائم كان. وعند ابن السراج أنه ليس في كلام العرب زائد, لأنه تكلم لغير فائدة, وما جاء من ذلك حمله على التوكيد وهو أمر مطلوب بدليل أنهم وضعوا له ألفاظًا تخضه وستذكر في بابها.

واختلف النحويون في معنى زيادة كان, فذهب أبو علي الفارسي إلى أن زيادتها عبارة عن دخولها في الكلام مجردة من الفاعل, وحجته أنا لو جعلنا لها فاعلًا لكانت معه جملة, والجملة لا تزاد. وذهب أبو سعيد السيرافي إلى أن معنى زيادتها عدم اختلال الكلام بسقوطها, ولابد لها من الفاعل عنده, لأنها فعل, وكلا القولين حسن موافق لأصول كلام العرب, وأنشد أبو الفتح في زيادتها:

٥١ - سراة بني أبي بكر تسامى ... على كان المسومة العراب

<<  <   >  >>