قال ابن جني: ومعنى في: الوعاء والظرفية, تقول: زيد في الدار, والمال في الكيس, أي: هو وعاء له.
ومعنى عن: المجاوزة: تقول: انصرفت عن زيد, أي: جاوزته إلى غيره. ومعنى على: الاستعلاء تقول: زيد على الفرس أي: قد ركبه وعلاه. ومعنى رب: التقليل وهي مختصة بالنكرات دون المعارف, والمفرد بعدها في معنى الجماعة تقول: رب رجل لقيته.
أي: ذلك قليل. وضدها كم تقول, كم عبد ملكت, أي: ذلك كثير. ومعنى الباء: الإلصاق تقول: أمسكت الحبل بيدي أي: ألصقتها به, وتكون الباء زائدة كقولك: ليس زيد بقائم, أي: ليس زيد قائمًا.
ــ
١٤١ - فلا تتركني بالوعيد كأنني ... إلى الناس مطلي به القار أجرب
أن إلى بمعنى في, ومن أن حكم ألفها إذا دخلت على المظهر / لا تغير ٦٧/أكقولك سرت إلى زيد, وإذا دخلت على المضمر قلبت ياء كقوله تعالى: {والأمر إليك}.
قال ابن الخباز: وأما في: فحرف معناه الوعاء والظرفية. وتدخل على الزمان كقولك: القيام في اليوم, وعلى المكان كقولك: زيد في الدار, وعلى ما يجري مجرى الأمكنة من الجثث المحيطة بالأجسام الحالة فيها كقولك: الماء في القدح, والمال في الكيس, ودخولها على المعاني مجاز كقولك: أنا في حاجتك, وقوله تعالى: {يدخل من يشاء في رحمته}.
وإذا دخلت على ياء المتكلم فتحت, كقولك: في مودة, وقد روي الكسر وأنشدوا: