. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
= العطف بها في الإيجاب جئت بجملتين إحداهما منافية للأخرى كقولك: قام زيد لكن عمرو لم يقم, ولم يقم زيد لكن عمرو قام, وحق الجملتين نوارد النفي والإيجاب على حكم واحد, فلا يجوز: قام زيد لكن عبد الله لم يأكل, لأن الحكمين كليهما يجوز أن يجتمعا لزيد ولعبد الله.
وأما «أم» فليست من حروف الاستفهام, كالهمزة وهل ولكنك تعطف بها في الاستفهام وهي على وجهين: أحدهما: أن تكون معادلة لهمزة الاستفهام على معنى أي, وحقيقة هذا اللفظ أنك إذا / أسقطها والهمزة والمعطوف والمعطوف عليه جاز أن تقيم أيا مقام الجميع تقول في معنى قولك: أزيدًا ضربت أم عمرًا؟ أيهما ضربت. وفي معنى قولك: أبزيد مررت أم عمرو؟ بأيهما مررت, فهذا معنى المعادلة.
وهي على وجهين: أحدهما: أن يتعدد الحكم ويتحد المحكوم عليه كقولك: أقام زيد أم قعد وأتضرب زيدًا أم تحبسه كأنك قلت: أيهما تفعل بزيد. والثاني: أن يتعدد المحكوم عليه ويتحد الحكم كقولنا: أزيدًا ضربت أم عمرًا, فإن قلت: فما جواب هذا؟ قلت: جوابه بتعيين أحد الشيئين.
وهاهنا مسألة يحتاج إلى ذكرها: إذا قلت: أضربت زيدًا أو عمرًا. فجوابه نعم أو لا, (لأن) المعنى أضربت أحدهما, فإذا قلت له: نعم علم به كون أحدهما مضروبًا لا بعينه فيسأل بأم, فتقول: أزيدًا ضربت أم عمرًا فيكون الجواب بذكر أحدهما زيدًا إن كان المضروب زيدًا, وعمرًا إن كان المضروب عمرًا, فأما قول ذي الرمة:
١٩٤ - أذو زوجة في المصر أم ذو خصومة ... أراك بها بالبصرة العام ثاويًا
فقلت لها: لا إن أهلي جيرة ... لأكثبة الدهنا جميعًا وماليًا =