= فإنما أجابها بلا, لأنه جعلها منقطعة كأنها قالت: أذو زوجة بالمصر بل أنت ذو خصومة.
وأما المنقطعة: فتستعمل بعد الخبر والاستفهام جميعًا, تقول في الاستفهام هل عندك زيد أم (عندك عمرو, بدأت السؤال) بالاستفهام عن استقرار زيد عنده ثم (تركت السؤال الأول وأخذت في الثاني) بالاستفهام عن عمرو. وجوابه نعم أو لا. (ومعناه: بل أعندك عمرو) لأن في أم إضرابًا واستفهامًا فجيء ببل والهمزة في التفسير. وتقول في الخبر وهو من كلامهم:«إنها لأبل أم شاء» هذا القائل رأى أشخاصًا من بعد فسبق إلى نفسه برؤيتها أنها إبل, فأخبرنا على اعتقاده, فلما قرب منها تجلت له فنقض اعتقاده أنها إبل وتردد في أنها شاء, فلذلك استثبت فكأنه في التمثيل: بل أهي شاء وجوابه نعم أم لا.
/ قال علقمة بن عبدة وهو شاعر من تميم, عبدة بفتح الباء, وعبدة بن الطبيب بسكونها, وهذا البيتان أنشدهما المفضل:
١٩٥ - هل ما علمت وما استودعت مكتوم ... أم حبلها إذ نأتك اليم مصروم
أم هل كبير بكى لم يقض عبرته ... إثر الأحبة يوم البين مشكوم
وقوله: أم هل كبير يوجب تقدير أم ببل وحدها, لأنك لو قدرته ببل والهمزة =