قال ابن جني: ومعنى إما كمعنى أو في الشك والإباحة والتخيير تقول: اضرب إما زيدًا وإما عمرًا, وكل إما سمكًا وإما تمرًا, إلا أنها أقعد في لفظ الشك من أو.
ألا ترى أنك تبتدئ بها شاكًا فتقول: قام إما زيد وإما عمرو, وتقول: قام زيد أو عمرو, تمضي صدر كلامك على اليقين ثم تأتي بأو فيما بعد فيعود الشك ساريًا من آخر كلامك إلى أوله.
واعلم أنك تعطف الاسم على الاسم إذا اتفقا في الحال, والفعل على الفعل إذا اتفقا في الزمان تقول: قام زيد وعمرو, لأن القيام يصح من كل واحد منهما, ولا تقول: مات زيد والشمس, لأن الشمس لا يصح موتها, وتقول: قام زيد وقعد, لاتفاق زمانيهما. ولا تقول: يقوم زيد وقعد لاختلاف زمانيهما.
ــ
= لأدخلت الهمزة على هل, وفي سورة الطور اثنتا عشرة آية مصدرة بأم كل واحدة فيها إضراب عما قبلها من القصة.
قال ابن الخباز: وأما إما فبمنزلة أو في الشك والتخيير والإباحة, تقول في الشك: قام إما زيد وإما عمرو, وتقول في التخيير: خذ إما درهمًا وإما دينارًا, وتقول في الإباحة: جالس إما الفقهاء وإما المحدثين, وهي أبلغ في الشك من أو لأنك تقول: قام إما زيد وإما عمرو فتبني كلامك معها على الشك, وإذا قلت: قام زيد أو عمرو احتمل وجهين: أحدها: أن تقول: قام زيد, شاكًا ولكن الشك لا يتبين للسامع إلا بأو ومع إما يتبين من أول الأمر.
والثاني: أن تقول: قام زيد متيقنًا ثم يدركك الشك, فتقول: أبو عمرو. =