. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
= قوله تعالى: {إن المسلمين والمسلمات} فذكر عشرين جمعًا ثم قال: {أعد الله لهم مغفرة وأجرًا عظيمًا} فكنى عن عشرين اسمًا بحرفين وهما الهاء والميم. وأما رفع اللبس فلو قلت مكان فعلت: فعل زيد, لتوهم أنك تخبر عن غائب. وهو ضربان: منفصل ومتصل, فالمنفصل: ما جرى مجرى المظهر في استبداده بنفسه نحو أنا وأنت, ألا ترى أنه إذا قيل لك: من فعل؟ قلت: أنا فجئت به غير متصل بعامل كما تقول: زيد في الجواب. ولما كان الاسم الظاهر لا يخلو من أن يكون مرفوعًا أو منصوبًا أو مجرورًا جاء الاسم المضمر على طريقته, فضيغ للمنفصل مرفوع ومنصوب ولم يضع له مجرور, لأن المجرور لابد له من الاتصال بالجار والمرفوع والمنصوب يجوز أن ينفصلا عن عامليهما كقولك: قام اليوم زيد, وإن عندك زيدًا, ولا تقول: مررت باليوم زيد.
وإنما بدأ بالمنفصل, لأنه أشبه بالظاهر الذي هو الأصل.
وإنما بدأ بالمضمر, لأنه أقوى تعريفًا من غيره/.
وإنما بدأ بالمرفوع من المنفصل, لأن المرفوع هو الأصل, حيث يستغني بنفسه.
والمرفوع اثنا عشر ضميرًا, الأول: أنا, وهو كناية عن المتكلم مذكرًا كان أو مؤنثًا.
تقول في الوصل: أنا فعلت, فإذا وقفت قلت: أنا بالألف, وإن شئت أنه بالهاء قال الشاعر:
٢٠٢ - إن كنت أدري فعلي بدنه ... من كثرة التخليط أني من أنه
الثاني: نحن, وهو للمتكلمين والمتكلمات ويكون للواحد العظيم كقوله تعالى: {نحن نقص}.
الثالث: أنت, وهو أنا, ضمت إليه التاء للمخاطب, وفتحت علامة للمذكر.
الرابع: أنت, وهو مثل أنت إلا أن التاء مكسورة, ليكون الكسر علامة للتأنيث. =