= فقالوا أحد وعشرة. والاثنان مبنيان على الفتح, وأما بناء الأول فلأن منزلته مما بعده منزلة صدر الكلمة من عجزها وأما بناء الثاني فلأنه تضمن معنى واو العطف, وأما بناؤهما على الحركة, فلأن بناءهما عارض, فبنيا على الحركة مراعاة لتمكنهما في الأصل وأما بناؤهما على الفتح فلأن الاسم طال بالتركيب, فاختير له الفتح لخفته, ولا خلاف بينهم في أن الشين من قولك: أحد عشر مفتوحة, ومن العرب من يسكن العين فيقول: أحد عشر, وهي لغة العامة. وذلك لكثرة المتحركات, وأما شين إحدى عشرة فأهل ١٤٢/أالحجاز يسكنونها, وبنو نميم يكسرونها, والهمزة في أحد وإحدى / مبدلة من واو الواحد, والألف في إحدى للتأنيث فلو صغرت الاسم قلت: أحيدى عشرة. أما اثنا عشر فإن شطره الأول معرب, لأنهم لو بنوه للتركيب لم يكن له في كلامهم نظير, لأنه ليس في كلامهم مركب أول شطريه مثنى وعشر مبني لتضمنه معنى الواو واثنتا عشرة مثل اثنا عشر يكون الأول في الرفع بالألف وفي الجر والنصب بالياء وفي التنزيل:{إن عدة الشهور عند الله اثنا عشرة شهرا} وقال تعالى: {وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبًا} وقال تعالى: {فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا} وقال تعالى: {وقطعناهم اثنتى عشرة أسباطًا}. ولا يجوز إسكان العين من اثنى عشر, لأن الياء قبلها ساكنة, ويقال: اثنتا عشرة وعشرة كما ذكرنا وقد قرئ بهما, وأحد واثنان جريًا في التركيب مجراهما في الإفراد فذكرا مع المذكر وأنثا مع المؤنث, وفي التنزيل:{أحد عشر كوكبًا} وقد استشهدنا على اثنين واثنتين.