قال ابن جني: فإن كان العدد مضافًا عرفت الاسم الآخر, فيتعرف به المضاف إليه, وذلك قولك قبضت خمس المائة التي تعرف, وما فعلت في سبعة الآلاف التي كانت على فلان, وكذلك إن تراخى الآخر.
نحو قولك: قبضت خمس مائة ألف الدرهم, وما فعلت أربع مائة ألف الدينار التي كانت على فلان, تعرف الآخر, فيتعرف به الأول البتة.
ــ
دينارًا والتسع عشرة عمامة, وإنما ألحقت الألف واللام الاسم الأول لأنه أول المركب, وإنما لم تلحقها الثاني, لأنه بمنزلة بعض الاسم, فلذلك لا تقول: الخمسة العشر, وإنما لم تلحقها المميز, لأنه لا يكون إلا نكرة, وقد روي أن قومًا من العرب يقولون: الخمسة العشر, وليس له في القياس وجه, لأن المركب إنما يعرف أو شطريه, قال ابن أحمر الباهلي:
٣٥٤ - تفقأ فوقه القلع السواري ... وجن الخازباز به جنونا
فعرف الاسم الأول من الاسمين.
قال ابن الخباز: وإن كان معطوفًا كالأحد والعشرين عرفت الاسمين كليهما, لأن حرف العطف فصل بينهما كقولك: الأحد والعشرون رجلًا, والإحدى والعشرون امرأة والتسعة والتسعون رجلًا, والتسع والتسعون امرأة. وقوم يجيزون العشرون الدرهم, وهو رديء لما فيه من تعريف المميز, وقوم من العرب يقولون: الخمسة عشر الدرهم وقد جاء المميز في الشعر معرفة, قال الشاعر:
٣٥٥ - رأيتك لما (أن) عرفت جلادنا ... رضيت وطبت النفس يا بكر عن عمرو