للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن جني: والحروف التي يجاب بها القسم أربعة: وهي إن واللام وكلاهما للإيجاب, وما ولا وكلاهما للنفي, تقول:

والله إنك قائم, ووالله إنك لقائم, والله ليقومن. ووالله لقد قام, ووالله لزيد أفضل من عمرو, وتقول: والله ما قام ووالله ما يقوم والله لا يقوم. وربما حذفت «لا» وهي مرادة, قال امرؤ القيس:

فقلت: يمين الله أبرح قاعدًا ... ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي

أي: لا أبرح قاعدًا.

ــ

٤٠٠ - * لله يبقى * (٣٩٩)

والذي وجد في شعريهما:

٤٠١ - * يامي لن يعجز الأيام ذو حيد * (٣٩٩)

الثاني: من, ولا تدخل إلا على ربي, قالوا: من ربي إنك لأشر, يقال من ومن ولا تضم ميم من إلا في القسم, واستهوى بعض النحويين ضم ميمها إلى أن قال: أصلها: أيمن, وسنذكر لغاتها في موضعها إن شاء الله.

فإن قلت: ما معنى من (في) قولك: «من ربي إنك لأشر»؟ .

قلت: إن جعلناها حرف جر فهي إما لابتداء الغاية, وإما للتعليل.

واعلم أن جملتي القسم والشرط أختان, فكما لابد للشرط من الجزاء كذلك لابد للقسم من الجواب. وسألت شيخنا رحمه الله لم افتقر القسم إلى الجواب؟ فقال: لأن القسم مؤكد ومؤكد, والمؤكد من غير مؤكد لا يكون.

قال ابن الخباز: ولما كانت جملة القسم وجملة الجواب متباينتين جيء بحرف يربط إحداهما بالأخرى والحروف أربعة: إن واللام وما ولا, لأن المحلوف عليه لا يخلو من أن يكون موجبًا أو منفيًا, فإن كان موجبًا تلقي باللام, وإن كان منفيًا تلقي بما, ولهذه الحروف مواضع لا تتجاوزها, وأنا أفصلها واحدًا واحدًا, أما =

<<  <   >  >>