والملحدون زينوا إلحادهم مع مخالفته للفطرة واتبعه كثير من الناس حتى قامت عليه دولة كبرى عاثت في الأرض فسادا أكثر من نصف قرن، ثم تهاوت وتمزقت وأصبحت دولها تتناحر فيما بينها، بل أصبح في كل دولة منها أحزاب يتناحرون فيما بينهم. (١)
والقوميون زينوا قومياتهم حتى وجدوا من الأتباع ما أسقطوا به الدين والخلق، كما حصل في عهد اليهودي أتاتورك الذي حارب الإسلام حربا شعواء، بلغت إلى منع رفع شعيرة الإسلام (الأذان) باللغة العربية لغة الإسلام، وقلده في ذلك زعماء في البلدان العربية وغيرها حطموا بالقوميات المنتنة كل مقومات الأمة الإسلامية.
والعلمانيون الذين قرروا فصل الدين عن الحياة زينوا ذلك للناس حتى أصبحت غالب دول العالم علمانية تقصي الدين عن الحياة، بما في ذلك حكام الشعوب الإسلامية - إلا ما ندر - وليتها أقصت الدين عن الحياة في أنظمتها فقط وتركت للناس حريتهم في تطبيق ما يقدرون عليه من الإسلام، لو فعلت لكان الأمر أخف، ولكنها حاربته وحاربت دعاته وعلماءه الصادقين.
(١) ولا تزال الصين الشعبية تحاول إظهار التمسك بالشيوعية والإلحاد، ولكنها في طريقها إلى الاقتداء بأختها: دولة الاتحاد السوفييتي، طال الوقت أم قصر.