ويكمن خطر تلك القوانين المؤيدة للباطل والمحاربة للحق في أن الحكومات تفرض على الناس احترامها، وتخصص لها أجهزة تتولى تنفيذها قسرا، وتعاقب كل من يحاول بيان بطلانها ومعارضتها لحكم الله ورسوله، وتبالغ في مدحها والثناء عليها، وتنسب كل نعمة من نعم الله الدنيوية على العباد، إلى وضع تلك الأنظمة والقوانين وحمايتها وتنفيذها. ومع تطاول الزمان يألف الناس ذلك ويسهل عليهم العمل به، وتنشأ الأجيال في ظله لا تعرف سواه، فيرسخ في عقولهم أنه حق، ويعظم الخطر عندما يدعي أنصار الباطل أن ذلك من الإسلام أو لا ينافيه، فيقبله الناس على هذا الأساس، ويكون الخطر أشد عندما يجد دعاة الباطل ومؤيدوه من باع دينه بثمن بخس ممن ينتسب إلى العلم، فيفتي باسم الإسلام بأن ذلك الباطل أمر مشروع، وقد يكون ما أفتى به يخالف إجماع علماء الإسلام المبني على نصوص الوحيين، كما أفتى بعض العلماء في هذا العصر بإباحة الربا الذي هو حرب لله ورسوله، وكما أفتى بعض قادة الباطل ممن يحسبون من العلماء بأن سفور المرأة - وليس المراد بالسفور هنا كشف الوجه والكفين، بل المراد كشف غالب جسد المرأة - لا يخالف شرع الله!