ونحن لا ننكر أنه يوجد غلاة من بعض الأفراد أو بعض الجماعات التي وجدت في العالم الإسلامي، لظروف معروفة من أهم أسبابها الغلو العلماني من طغاة الحكم، ولكننا نأبى إقرار أمرين:
الأمر الأول: إطلاق كلمة أصولي - بالمفهوم الغربي - على أي فرد مسلم أو جماعة إسلامية مهما بلغ تطرفها ومهما وقفنا ضد تطرفها؛ لأن هذا المصطلح أجنبي وعندنا مصطلحات إسلامية تغني عنه مثل: الغلاة وذوو العنف أو الخوارج، إذا وجدت الصفات والشروط التي لا يصح الإطلاق بدون وجودها.
الأمر الثاني: إطلاق لفظ التطرف على كل ملتزم بدينه داع إليه على الوجه المشروع في الكتاب والسنة، سواء أكان الملتزم الداعي فردا أو جماعة، وعلى مسؤولي وسائل الإعلام في البلدان الإسلامية أن يقلعوا عن هذا الجناح العظيم، وإلا فليعلموا أنهم - إن لم يقلعوا عن ذلك - قد أصبحوا في صف أعداء الله ورسوله الذين يشاقون الله ورسوله ويوالون أعداء الله ورسوله، ويتبعون غير سبيل المؤمنين:{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}(١) .
(١) النساء: ١١٥. هذا، ومع أن رجال الإعلام المنتسبين إلى الإسلام لا يخجلون من ظلمهم في استعمال هذه المصطلحات في غير محلها فقد انتقد بعض الكتاب الأجانب ذلك في كتاب ألف بعنوان: «انتقام الله» THE REVENGE OF GOD ويسمى المؤلف: جيل كيبل ووضح أن كلمتي التطرف والأصولية مصطلحات دخيلان على الحركة الإسلامية، وأنهما مستمدان من الديانة المسيحية كما ذكرت ذلك من قبل، راجع جريدة الشرق الأوسط - التي تبتهج بهذه المصطلحات الظالمة في كل أعدادها تقريبا - عدد٥٦٢٦ الأحد ١٣ / ١١ / ١٤١٤هـ - الموافق: ٢٤ / ٤ / ١٩٩٤م.