ويجب أن يعلم أن كل أعمال المسلم - سواء منها ما كان من العبادات أو من المعاملات هي من الإسلام، يثاب على فعلها أو تركها إذا قصد العبد بفعلها التقرب بها إلى الله، والأدلة متضافرة على ذلك، وقد بسط العلماء القول فيها.
ويكفي أن تعلم أن أعمال العبد كلها لا تخرج عن الأحكام التكليفية الخمسة، وهي: الواجب والمندوب والمباح والمحرم والمكروه، وهي الأحكام الشرعية التي بينها علماء أصول الفقه في كتبهم، فمن فعل الواجب أو المندوب أو المباح قاصدا بذلك التقرب إلى الله أثابه الله على ذلك، ومن ترك المحرم والمكروه قاصدا به وجه الله أثابه الله على ذلك، ومن فعل المحرم عاقبه الله على فعله، ومن ترك الواجب عاقبه الله على تركه. وهذا يدل على أن ذلك كله عبادة، وهو عمل وتطبيق ... وتقسيم العلماء أبواب الشريعة إلى عقائد وعبادات ومعاملات، إنما فصدوا به تقريب أبواب هذه الشريعة لطلاب العلم، وإلا فكلها دين وكلها إسلام، وإن اعتبر بعضها أصولا وبعضها فروعا....
فكيف يقال بعد هذا كله: إن العلوم الإسلامية نظرية غير تطبيقية؟!
وإن الذين يطلقون هذا المصطلح على علوم الإسلام لا يخلون من إحدى طوائف ثلاث: