للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلم يفرّق كما ترى بين النفس الكافرة إذا آمنت في غير وقت الإيمان، وبين النفس التي آمنت في وقته ولم تكسب خيراً، ليعلم أنَّ قوله (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) [البقرة: ٢٥] جمع بين قرينتين، لا ينبغي أن تنفك إحداهما عن الأخرى، حتى يفوز صاحبهما ويسعد، وإلا فالشقوة والهلاك (قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) وعيد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله: (فلم يفرق - كما ترى - بين النفس الكافرة إذا آمنت في غير وقت الإيمان، وبين النفس التي آمنت في وقتها، ولم تكسب خيراً)، قال في "الانتصاف": "يروم الاستدلال على أن الكافر والعاصي في الخلود سواء، حيث سوي في الآية بينهما في عدم الانتفاع بما يستدركانه بعد ظهور الآيات. ولا يتم ذلك، فإن هذا الكلام في البلاغة يلقب باللف. وأصله: يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً - لم تكن مؤمنة قبل - إيمانها بعد، ولا نفساً - لم تكسب في إيمانها خيراً قبل - ما تكسبه من الخير بعد، ويظهر بذلك أنها لا تخالف مذهب الحق، فلا ينفع بعد ظهور الآيات اكتساب الخير، وإن نفع الإيمان المتقدم في إسلامه".

وقال ابن الحاجب في "الأمالي": "الإيمان قبل مجيء الآيات نافع، وإن لم يكن عمل صالح غيره. ومعنى الآية: لا ينفع نفساً إيمانها، ولا كسبها، وهو العمل الصالح، لم تكن آمنت قبل الآية، أو كان العمل الصالح لا مع الإيمان قبلها، فاختصر للعلم به".

<<  <  ج: ص:  >  >>