قوله:((لم تكن) صفة لـ (نفساً)، وإن وقع الفصل، لأن المعنى على التأخير، لأن:(إيمانها) فاعل (لا ينفع)، وكان الواجب: لا ينفع إيمان نفسٍ نفساً لم تكن آمنت من قبل، فلما أوجب الضمير التقديم ليعود إلى النفس، بقيت الصفة في محلها.
وقال صاحب "التقريب": "وقد ثبت أن "من قال: "لا إله إلا الله" دخل الجنة" فلنؤول الآية بأن (أو) بمعنى الواو، كـ"جالس الحسن أو ابن سيرين". أي: إذا انتفيا لم ينفع وجودهما حال ظهور الأشراط، أو لا ينفع نفعاً منجياً من دخول النار، بل من الخلود، أو لا ينفع من لا يؤمن إيمانها، ولا من لم يكسب كسبها، فحذف لدلالة الكلام عليه. أو الإيمان: هو الاعتقاد، والكسب: هو العمل، والقول اللساني عمل وكسب. فالمراد بمن لم يكسب: من لم يتلفظ بالشهادتين، ونقول بشقاوته، أو نقول: ظاهر اللفظ أن عند انتفاء أحد الأمرين من الإيمان والكسب، ينتفي النفع، فلا يجزم بانتفاء النفع إلا بالجزم بانتفاء أحد الأمرين، ولا يجزم بانتفاء أحد الأمرين إلا عند انتفائهما جميعاً. فإذا انتفيا جميعاً فلا نزاع في أنه لا ينفع قطعاً، وأما إذا انتفي أحدهما دون الآخر، فهو محل الاحتمال. فلا يتم الاستدلال".