(ماذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) من الآيات والعبر، (وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ): والرسل المنذرون، أو الإنذارات، (عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ): لا يتوقع إيمانهم، وهم الذين لا يعقلون، وقرئ:"وما يغنى"، بالياء، و"ما" نافية، أو استفهامية.
(أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ): وقائع الله تعالى فيهم، كما يقال: أيام العرب لوقائعها، (ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا) معطوف على كلام محذوف يدل عليه قوله: (إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ)، كأنه قيل: نهلك الأمم ثم ننجي رسلنا، على حكاية الأحوال الماضية، (وَالَّذِينَ آمَنُوا): ومن آمن معهم، كذلك (نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ) مثل ذلك الإنجاء ننجي المؤمنين منكم ونهلك المشركين، و (حَقًّا عَلَيْنا) اعتراض، يعنى: حقّ ذلك علينا حقاً. وقرئ:(ننجّ) بالتشديد.
قوله: (وقرئ: "نُنَجِّ" بالتشديد): كلهم إلا حفص والكسائي.
قوله:(فهذا ديني، فاسمعوا وصفه، واعرضوه على عقولكم): إشارة إلى أن جواب الشرط- وهو قوله:(فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ) - لا يستقيم أن يكون جواباً ومسبباً عن قوله:(إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي)، إلا بتأويل الإعلام والإسماع، على منوال قوله تعالى:(وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ)[النحل: ٥٣]، قال ابن الحاجب: "إن استقرار النعمة بالمخاطبين