وقُرِئَ:(وحُزْنًا) وهُما لُغَتان: (كالعُدم) و (العَدم){كَانُوا خَاطِئِينَ} في كُلِّ شيء، فليس خَطَؤُهم في تربيةِ عدُوِّهم بِبِدْعٍ منهم. أو كانوا مُذنِبِين مُجرِمين، فعاقَبَهُم الله بأن رَبَّى عدُوَّهم ومن هو سببُ هلاكِهم على أيدِيهم
قولُه:({كَانُوا خَاطِئِينَ} في كلِّ شيء)، يريدُ أنّ قولَه:{فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ} الآية تذييلٌ واعتراض؛ بدليلٍ قولهِ:((فليسَ خطؤهم بِبِدْعٍ منهم)).
قولُه:(أو كانوا مُذنِبين)، فعلى الأوّل:{خَاطِئِينَ}؛ مِنَ الخطأِ في الرأي، وعلى هذا؛ مِنْ: خَطِئ: أذْنَب. قالَ في ((الأساس)): خاطئينَ: مِن: أخطأَ في المسألةِ أو في الرأي، وخَطِئَ خطأَ عظيماً؛ إذا تعمّدَ الذّنْب. فالجملةُ استئنافٌ لبيانِ الموجب؛ بدليلِ قولِه:((ومَنْ هُوَ سَبَبُ هلاكِهم))؛ فعلى هذا معنى اللامِ على ظاهرِه، والتقدير: نريدُ أنْ نَمُنّ على بني إسرائيلَ بأنْ قدّرْنا ما قدَّرْنا ودبَّرْنا ما دبّرْنا؛ ليكونَ موسى عدوًّا لهم وحزنًا؛ لأنّهم كانوا خَطّائِين مُجرمِين، ويؤيِّدُه قولُه:((فعاقبَهم الله بأنْ رَبَّى عدوَّهم ومَنْ هُوَ سَبَبُ هلاكِهم)).