قولُه:({قَرِيبًا}: شيئًا قريبًا، أوْ لأنّ الساعةَ في معنى اليوم)، يعني: مِن حَقِّ الظاهرِ أن يُقال: قريبة، لأنّها خَبرُ ((كان)) واسمُه مؤنَّث، فقيل:{قَرِيبًا} على تأويلِ أنّه صفةُ موصوفٍ محذوفٍ، أو الساعةُ بمعنى اليومِ أو الزمان. روى الزجّاجُ عن أبي عُبيدة: أن ((قَريبًا)) يكونُ للمؤنَّث والثِّنتَيْن والجَمْع بلَفْظِ واحدٍ، ولا يُدْخِلون الهاءَ لأنه ليسَ بصفةٍ ولكن ظَرف، وأنشدَ:
وإنْ تُمْسِ ابنةُ السَّهْميِّ منا … بعيدًا لا تُكلِّمنا كلاما
فإذا جَعلوها صفةً في معنى: مُقْتربة، قالوا: هي قريبة.
قولُه:(وقُرِئ: {تُقَلَّبُ} على البناء للمفعول)، هي المشهورة.
قولُه:(و ((نُقَلِّبُ))، أي: نُقَلِّبُ نحنُ، و ((تُقَلِّبُ)) على أنّ الفعلَ للسَّعير)، قال ابن جِنّي:((تُقَلِّبُ وجوهَهم)) بالنصبِ، فاعلُه ضميرُ السعيرِ، فنُسِبَ الفِعْلُ إليها، وإن كان المُقَلِّبُ هو اللهَ تعالى بدلالةِ قراءةِ أبي حَيْوَةَ:((نُقَلِّبُ)) بالنونِ للملابسةِ التي بينهما، قال الله تعالى:{بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}[سبأ: ٣٣] نسَبَ المكْرَ إليهما لوقوعِه فيهما، وعليه قولُ الشاعر:
لقَدْ لُمتِنا يا أمَّ غَيْلَان في السُّرى … ونِمْتِ وما ليلُ المطيِّ بنائمِ