{قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ}، وحده. فيكون قوله:{أَئِن ذُكِّرْتُم} شرطًا جزاؤه محذوف لدلالة {تَطَيَّرْنَا بِكُمْ}، والشرط والجزاء معترضة، وإليه أشار بقوله:"أتطيرون إن ذكرتم؟ " أثبت أولًا {طَائِرُكُم مَّعَكُمْ} بمعنى: أسباب شؤمكم معكم، وهو كفرهم ومعاصيهم، وهو التقدير الثاني، وأكده بالجملة الشرطية، ثم أضرب عنه بقوله:{بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ} أي: مسرفون في عصيانكم، فمن ثم أتاكم الشؤم لا من قبل رسل الله. "أو: بل أنت قوم مسرفون في ضلالكم متمادون" هذا مبني على أن الإضراب من المجموع بمعنى: أتطيرتم لأن ذكرتم؟ وإلى التعليل أشار بقوله:"حيث تتشاءمون" بمعنى: سبب شؤمكم - وهو كفرهم - لأجل أن ذكرتم فلم تذكروا ولم تنتهوا، وهو التقدير الأول، ثم أضرب عنه بقوله:" {بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ} أي: مسرفون في ضلالكم، متمادون في غيكم حيث تتشاءمون بمن يجب التبرك به".
قال القاضي:{أَئِن ذُكِّرْتُم} شرط جوابه محذوف، أي: وعظتم تطيرتم أو توعدتم بالرجم والتعذيب؛ بل أنتم قوم عادتكم الإسراف في العصيان. فمن ثم جاء الشؤم والإسراف في الضلال، ومن ثم توعدتم وتشاءمتم بمن يجب أن يتبرك به.
وأما ما قدره أبو البقاء: إن ذكرتم ثم كفرتم، فليس بشيء لأن الكلام مع الكفار، والكفر موجود فلا يجوز تعلق الشرط به والله أعلم.