الممنون: المقطوع. وقيل: لا يمنّ عليهم؛ لأنه إنما يمنّ التفضل، فأما الأجر فحق أداؤه. وقيل: نزلت في المرضى والزمنى والهرمى: إذا عجزوا عن الطاعة كتب لهم الأجر كأصح ما كانوا يعملون.
والتبري عن الشرك هو تزكية النفس، وهو أوفق لتأليف النظم، وما ذهب إليه حبر الأمة إلا لمراعاة النظم، ثم جيء بقوله:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ} الآية، مستطردًا تعريضًا بالمشركين وأن نصيبهم مقطوع، حيث لم يزكوا أنفسهم كما زكوا، ويدل على أنه مستطرد قوله:{قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ}.
قوله:(كأصح ما كانوا يعملون)، قيل: كما عملوا في حال كونهم أصح الأصحاء.
قوله:{ذَلِكَ} الذي قدر على خلق الأرض في مدة يومين هو {رَبُّ الْعالَمِينَ} إشارة إلى اتصال قوله: {رَبُّ الْعالَمِينَ} بما قبله بتوسط اسم الإشارة، وان المذكور قبله مستحق لأن يقال له رب العالمين؛ لأجل ما اتصف بالقدرة التامة الكاملة وهو خلق الأرض في يومين، أما بيان كيفية اتصال اللفظ فإن صاحب "الكشف" قال: ظاهر الآية مشكل؛