بالجلود: الجوارح. وقيل: هي كناية عن الفروج، أراد بـ {كُلِّ شَيْءٍ}: كل شيء من الحيوان، كما أراد به في قوله:{وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} بالبقرة: ٢٨٤] كل شيء من المقدورات، والمعنى: أنّ نطقنا ليس بعجب من قدرة الله الذي قدر على إنطاق كل حيوان، وعلى خلقكم وإنشائكم أوّل مرّة، وعلى إعادتكم ورجعكم إلى جزائه. وإنما قالوا لهم:{لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا}؛ لما تعاظمهم من شهادتها وكبر عليهم من الافتضاح على ألسنة جوارحهم.
لا الأعضاء، وظاهر القرآن بخلافه؛ لأنهم قالوا لها:{لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ}.
واما على مذهبنا فسها؛ لأن البنية ليست شرطًا للحياة والعلم والقدرة، فالله تعالى قادر على خلق العقل والقدرة والنطق كل في كل جزء من اجزاء هذه العضاء.
قوله:(ما كان استتاركم ذلك خيفة أن تشهد عليكم) جعل "أن تشهد" مفعولًا له بإضمار المضاف؛ لأن "يستتر" لا يتعدى بنفسه فلا يكون مفعولًا به. وقال صاحب "الكشف": التقدير من أن يشهد، فحذف، ثم كلامه المستدرك لقوله:{وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ} هذا المفعول له، ولهذا قال:"ولكنكم إنما استترتم لظنكم"، المعنى: لم يكن استتاركم لخوف الحساب في