معطوفًا على قوله:{لِلَّذِينَ آمَنُوا} على معنى قولك: هو للذين آمنوا هدًى وشفاء، وهو للذين لا يؤمنون في آذانهم وقر؛ إلا أنّ فيه عطفًا على عاملين، وإن كان الأخفش يجيزه؛ وإمّا أن يكون مرفوعًا على تقدير: والذين لا يؤمنون هو في آذانهم وقر، على حذف المبتدأ، أو: في آذانهم منه وقر. وقرئ:(وهو عليهم عم)، و (عمي)، كقوله تعالى:{فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ}[هود: ٢٨]. {يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ} يعني: أنهم لا يقبلونه ولا يرعونه أسماعهم، فمثلهم في ذلك مثل من يصيح به من مسافة شاطة لا يسمع من مثلها الصوت فلا يسمع النداء.
لئن غبت عن عيني وشطت بك النوى .... فأنت الذي في القلب حطت رواحله
قوله:(والكلمة السابقة: هي العدة بالقيامة، وأنّ الخصومات تفصل في ذلك اليوم) إشارة إلى ان هذا القول وارد على سبيل التخلص إلى ذكر القيامة، وهو قوله تعالى: {إِلَيْهِ يُرَدُّ