للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كجف الطلعة، أي: وما يحدث شيء من خروج ثمرة ولا حمل حامل ولا وضع واضع إلا وهو عالم به. يعلم عدد أيام الحمل وساعاته وأحواله: من الخداج والتمام،

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله: (كجف الطلعة)؛ أي: وعاؤها. النهاية: في حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم "أنه جعل في جف الطلعة"، الجف: وعاء الطلع، وهو الغشاء الذي يكون فوقه.

قوله: (أي: وما يحدث شيء من خروج ثمرة ولا حمل حامل) جعل "ما"- في "ما يخرج"- نافية، و"من" بيانية، والمبين مضمرًا، ثم أخذ القدر المشترك بين الفعال الثلاثة- أعني: "تخرج" و"تحمل" و"تضع" وجعله أصلًا في الاعتبار- وعبر عنه بـ"يحدث شيء"، ثم عمد إلى مصادر الأفعال وجعلها تفصيلًا لذلك المجنل وعطف بعضها على بعض ليتسبب له الاستثناء بقوله: "إلا بعلمه" عن المذكورات كلها، فلا يختص بواحد لاستقامة المعنى، كما جاء في "الأصول": الاستثناء المعقب للجمل يعود إليها؛ لأن الأصل اشتراك المعطوف والمعطوف عليه في التعلقات كالحال والشرط وغيرهما، إلا إذا منع منه مانع، والطريق الذي يسلكه ضابط حسن في الباب.

قال أبو البقاء: "وما تحمل" "ما" نافية؛ لأنه عطف عليها "ولا تضع"ثم نقض النفي بـ"إلا" ولو كانت بمعنى "الذي" معطوفة على الساعة لم يستقم ذلك، واما قوله: "وما تخرج من ثمرة" فيجوز أن يكون بمعنى "الذي" والأقوى أن تكون نافية.

وقال القاضي: "ما" في "ما تخرج" نافية، و"من" الأولى مزيدة، ويحتمل ان تكون موصولة معطوفة على "الساعة" و"من" مبينة، بخلاف قوله: {وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ} لمكان {بِعِلْمِهِ} حال، أي مقرونًا بعلمه واقعًا حسب تعلقه.

قوله: (من الخداج) خدجت الناقة تخدج خداجًا فهي خادج والولد خديج، إذا ألقته قبل تمام الأيام وإن كان تام الخلق.

<<  <  ج: ص:  >  >>